تخليدًا لذكرى الأحبة
ساريت روزنبرغ ليفي (1966-2021)
ولدت ساريت روزنبرغ ليفي في حيفا عام 1966، لوالديها براخا ويوسف روزنبرغ (رحمهما الله). كانت حياتها مليئة بالإبداع والحب، حيث تركت بصمة لا تُنسى في عالم الأزياء الإسرائيلي، حتى وافتها المنية في عام 2021 بعد صراع شجاع استمر تسعة أشهر مع سرطان بطانة الرحم، وهي في عمر 54 عامًا.
تركت ساريت خلفها زوجها المحب، مناشيه، وطفلين بار (27 عامًا) التي شاركت في تأسيس الجمعية، ونير (25 عامًا)، وشقيق إيال.
كانت عائلتها عالمها، وكانت لهم الأم الحنونة، الزوجة الرائعة، الأخت المخلصة، والعمة المحبوبة التي أحاطت الجميع بحبها ورعايتها. وحتى أحفاد زوجهاحظوا بحنانها ودلالها كجدّة محبة.
منذ صغرها، أظهرت ساريت شغفًا للتصميم والإبداع. درست في مدرسة “هيرتزل” الابتدائية ثم تابعت دراستها في مدرسة “فيتسو” حيفا، حيث تخصصت في تصميم الأزياء. وواصلت مسيرتها الدراسية في معهد “التخنيون” للتكنولوجيا، حيث تعلمت التصميم الداخلي، لتصبح لاحقًا واحدة من أبرز مصممي الأزياء في إسرائيل. عملت ساريت مع كبرى الشركات مثل “جولف-كيتان”، “مجموعة إل-سرد”، “فيكتوري 54” ، “كيـوي”، و”متئيم لي”، وغيرها. تولت مناصب قيادية وقدمت استشارات لشركات دولية حول كيفية دخول السوق الإسرائيلي. حتى عندما داهمها المرض، لم تتوقف عن الابتكار، وكانت جزءًا من مشروع تكنولوجي في مجال الأزياء.
كانت ساريت تحب الحياة بكل تفاصيلها، وتعيشها كأنها تعلم أن وقتها محدود. كانت مصدر إلهام لكل من عرفها، وطاقة لا تنطفئ. اختارت عائلتها أن تنقش على شاهد قبرها كلمات تعبر عن مدى تأثيرها: “كنتِ تضيئين كأشعة الشمس، وستنيرين قلوبنا إلى الأبد.”
روح ساريت ما زالت تضيء من خلال الجمعية التي تأسست على قيمها. وبروح مسيرتها المهنية، تُستخدم الأزياء كأداة لرفع الوعي في الجمعية، تحت الشعار الذي يعكس قيمتها: “الأزياء تنقذ الأرواح”. في عام 2023، شاركت الجمعية في أسبوع الأزياء في تل أبيب بالتعاون مع Kornit، وأطلقت حملة توعية ملهمة. وفي عام 2024، نظمت ماراثونًا لتصميم التيشرتات بالتعاون مع أقسام تصميم الأزياء والنسيج في كلية شنكار.
ذكراها خالدة في قلوبنا، وستظل دائمًا مصدر إلهام وإشراق لنا.
براخا روزنبرغ (1978 -1944)
ولدت براخا روزنبرغ في بوخارست، رومانيا، عام 1944 لوالديها يتي وهيرمان شليميزون (رحمهما الله). كانت حياتها مليئة بالحب والعطاء، لكنها انتهت قبل أوانها، حيث توفيت في عام 1978 بعد معركة شجاعة مع سرطان الثدي، وهي في عمر الزهور، 34 عامًا فقط. تركت وراءها والديها، أختها، زوجها يوسف، وثلاثة أطفال صغار: شالوم (15 عامًا)، ساريت (12 عامًا)، وإيال (9 أعوام)، الذين فقدوا أمًا كانت لهم عالمًا من الدفء والرعاية.
كانت براخا رمزًا للأمومة الحنونة، وصديقة محبة للجميع، حيث كان منزلها دائمًا مفتوحًا، يعج بالحب لكل من يدخل. ولم تكن براخا فقط أمًا رائعة، بل كانت أيضًا ناشطة اجتماعية لا تعرف الكلل، فقد تطوعت في الحرس المدني و”فيتسو” حيفا، حيث كانت دائمًا تسعى للمساعدة وخدمة مجتمعها.
تملكت براخا شغفًا فريدًا بالقيادة، لدرجة أنها اكتسبت سمعة في حيها كـ”سائقة سباقات”. وخلال حرب يوم الغفران، جسدت روحها التطوعية وحبها للمغامرة، حيث تطوعت لنقل الحليب إلى سكان المدينة مستخدمة سيارتها الشخصية، في وقت كانت فيه المدينة تحتاج إلى كل دعم.
لكن ما كان يميز براخا حقًا هو تفكيرها المتقدم وروحها الجريئة. لم تخف كسر التقاليد وتجربة كل ما هو جديد ومختلف. كانت امرأة تقف بثبات أمام تحديات الزمن، تترك أثرًا في كل من يعرفها. ولهذا اختارت عائلتها أن ينقشوا على شاهد قبرها: “ستكونين ذكرى قريبة لنا، كنتِ تضيئين كأشعة الشمس.”
روح براخا التي تجسدت في حبها للتطوع والعطاء ما زالت تعيش في قلب الجمعية التي تأسست على قيمها. لتظل ذكراها دائمًا نورًا يضيء طريق من يتبعون خطاها.